أصدر البنك الأفريقي للتنمية الدفعة الأولى من قرضه بقيمة مليار دولار أمريكي لشركة ترانسنت، وهي شركة مملوكة للدولة في جنوب أفريقيا تدير موانئ البلاد والسكك الحديدية وخطوط الأنابيب. وهذه الدفعة هي هو الأولى في سلسلة من أربع دفعات مخطط لها لترتيب تمويل لا مثيل له لدعم خطة تعافي أعمال ترانسنت.
وجرت الموافقة على هذا التمويل من قبل مجلس إدارة البنك قبل خمسة أشهر، وهو يدعم خطة التعافي لمعالجة التحديات التشغيلية الملحة التي تواجه الشركة، مع تعزيز البنية التحتية الحيوية في جنوب أفريقيا.
وسيسمح التمويل لشركة ترانسنت ببدء المرحلة الأولى من خطتها الاستثمارية الطموحة التي تبلغ 152.8 مليار راند جنوب أفريقي (8.1 مليار دولار أميركي) لمدة خمس سنوات لترقية البنية التحتية الحالية مع تعزيز قطاعات سلسلة الخدمات اللوجستية الرئيسية.
وقال سولومون كواينور، نائب رئيس القطاع الخاص والبنية التحتية والتصنيع في مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، متحدثًا على هامش أيام السوق للمنتدى الأفريقي للاستثمار لعام 2024 في الرباط، بالمغرب، "يُظهر هذا الصرف السريع التزام البنك بالقطاع الخاص في أفريقيا، وهو أمر ضروري لدعم النمو الاقتصادي المستدام".
وتعكس كفاءة الصرف استيفاء ترانسنت لمتطلبات البنك الصارمة للحوكمة، والإدارة البيئية، والمسؤولية الاجتماعية. وفي أعقاب توقيع اتفاقية القرض بين ترانسنت والبنك الأفريقي للتنمية في جوهانسبرغ في سبتمبر 2024، التزم البنك بدعم خطة تعافي ترانسنت بتمويل مستهدف.
وكانت ترانسنت قد واجهت عقبات تشغيلية كبيرة لعدة سنوات، بما في ذلك نقص الاستثمار وسرقة المعدات والتخريب والفيضانات والتأثيرات طويلة الأمد لجائحة كوفيد-19. واستجابة لذلك، أعادت الشركة هيكلتها وشرعت في إصلاحات داخلية لتحسين الكفاءة والإدارة مع الالتزام بمبادرات إزالة الكربون والحد من البصمة الكربونية.
وأشاد البنك الأفريقي للتنمية بتفاني الحكومة في جنوب أفريقيا في إعادة هيكلة ترانسنت وتعزيز الحوكمة في قطاع النقل. وقد حسنت الشركة بشكل ملحوظ ممارسات الحوكمة، خاصة في إجراءات العطاءات والإدارة المالية، كجزء من جهود الإصلاح الأوسع نطاقًا.
ومع أكثر من 30 ألف كيلومتر من البنية التحتية للسكك الحديدية، وهي الأكبر في أي اقتصاد ناشئ، تؤدي ترانسنت دورًا حيويًا في المنطقة. وتربط شبكة السكك الحديدية الخاصة بها موانئ جنوب أفريقيا بالشركاء الإقليميين الرئيسيين، بما في ذلك بوتسوانا وزامبيا وزيمبابوي وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وتدعم العمليات في ديربان، وهي رابع أكبر محطة حاويات في نصف الكرة الجنوبي.
ومن ثم فإن دعم البنك الأفريقي للتنمية لشركة ترانسنت يشكل أهمية بالغة لتحسين القدرة التنافسية لجنوب أفريقيا وتعزيز التكامل الاقتصادي للقارة، مع الاستجابة لتحديات قطاع الخدمات اللوجستية، وهو أمر حيوي لتنمية أفريقيا.
وبهذا الصرف، أثبت البنك الأفريقي للتنمية مرة أخرى قدرته على التحرك في الدعم المالي الذي يقدمه للقطاع الخاص الأفريقي.